المقالات
في عيد ميلاده العاشر: كيف جسد مركز دمر الطبي مفهوماً جديداً للرعاية الصحية؟

قبل عشر سنوات بدأت القصة، لم يكن مركز دمر الطبي مجرد فكرة، بل حقٌ أساسي يجب أن يكون متاحاً لجميع السوريين، خدمات طبية بجودة عالية وبهوية سورية خالصة، تغير مفهوم الرعاية الصحية، وتجعلها أكثر كفاءة وإنسانية.
1500 متر مربع من الابتكار والراحة
نشأ مركز دمر الطبي بتصميمٍ يجمع الأصالة السورية بدقة الحداثة الطبية، من ساحته الدمشقية إلى مرافقه الطبية التي تتبع أحدث المعايير العالمية، حيث كان الهدف خلق بيئة لا تمنح العلاج فقط، بل الثقة والطمأنينة.
30 تخصصاً طبياً تحت سقفٍ واحد
بدأ المركز بست عيادات فقط، حتى بات اليوم يقدم الخدمات الصحية في 30 تخصصاً طبياً، يديرها نخبةٌ من الأطباء والاختصاصيين السوريين، مدعومين بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية. لم يكن هذا التوسع مجرد نمو عشوائي في الحجم، بل تجسيداً ليجد كل مريض رعاية متكاملة في مكانٍ واحد وبأعلى مستوى.
تجربة طبية مصممة حول المريض – راحةٌ في كل خطوة
ولأن راحة المريض هي المبتغى، اعتمد المركز نظام الاتجاه الواحد، حيث يمكن للزائر إتمام رحلته الطبية بسلاسة، دون تنقلٍ عشوائي بين الأقسام:
- يبدأ المريض رحلته من العيادات الطبية المتخصصة حيث يتم التشخيص بدقة.
- يتجه إلى قسمي المخبر والأشعة للحصول على الفحوصات اللازمة.
- وأخيراً، يحصل على علاجه مباشرةً من الصيدلية دون أي تأخير.
الطب الرقمي – خطوة نحو المستقبل
في سابقةٍ هي الأولى من نوعها في سوريا، أطلق مركز دمر الطبي عام 2021 تطبيق ميديكا، ليكون نقطة التحوّل في إدارة البيانات الطبية للمرضى، والذي يتيح:
- حفظ ملفات المريض الصحية، بحيث يمكنه الوصول إلى كافة تقاريره الطبية، وصفاته الدوائية، وتحاليله المخبرية من أي مكان وفي أي وقت يريد.
- حجز المواعيد إلكترونياً بسهولة وسرعة.
- متابعة خطة العلاج من خلال إشعارات ذكية تذكّر المريض بمواعيد الزيارات الطبية.
1.4 مليون زيارة.. الثقة تبنى بالعمل والاتقان
خلال عشر سنوات، استقبل المركز أكثر من 1.4 مليون زائر، ليس لتوفر أحدث التقنيات الطبية فحسب، بل لإيمان المركز بأن الصحة ليست مجرد خدمةٍ تُقدَّم، بل مسؤوليةٌ أخلاقية وإنسانية، فكل زيارةٍ كانت فرصةً لبناء الثقة، وتقديم رعايةٍ تُشعر المريض أنه ليس مجرد رقم، بل إنسانٌ له احتياجاتٌ، وله حقوقٌ يجب توفيرها بأفضل جودة ممكنة.
نحو ما هو أبعد من العلاج – فالصحة تبدأ من بناء المجتمع الواعي
لم يكن دور الكادر الطبي محصوراً يوماً داخل جدران المركز ، بل امتد ليصل إلى من لا يستطيع الوصول إلينا، إلى من يحتاج الدعم حيث هو، إلى من جعلته الظروف في موقفٍ لا يجب أن يواجهه وحده:
- حملات توعوية صحية إلكترونية منظمة على مدار العام في وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي والمدونة الصحية.
- رعاية المهجّرين عبر برامج توعوية، دعم لوجستي، وتبرعاتٍ لضمان استمرار حصولهم على العلاج رغم كل الظروف.
- تمكين النساء في المناطق المتضررة مثل داريا وجوبر، عبر مشاريعٍ صحيةٍ واجتماعيةٍ تدعم استقلالهن وتمنحهن الرعاية .
- برنامج رعاية الطفولة، الذي قدم الرعاية الصحية والتوعية لأكثر من 2000 طفل في 45 مدرسة.
- ما يزيد عن 100 ورشة توعوية لنشر المعرفة الطبية والوقاية وتعزيز العناية الذاتية في مواضيع مختلفة وشاملة لكل فئات المجتمع.
- الاستجابة السريعة للأزمات، من دعم دور الأيتام ورعاية المسنين، إلى الإغاثة العاجلة لمتضرري الزلازل والكوارث الطبيعية.
نحو غدٍ طبي أكثر إشراقًا
لم ولن توقف نجاح المركز بعد إتمامه عامه العاشر، بل تبدو المسؤولية الآن أكبر لجهة توسيع نظاق الخدمات، لأن السوريين في كل مكان يستحقون نفس المستوى من الرعاية الطبية المتطورة، والاستثمار في الأطباء الشباب، لأن مستقبل الطب في سوريا يحتاج أيدٍ جديدة تحمل الشعلة بمهارةٍ وشغف، إضافة لتطوير الشراكة مع المؤسسات الصحية الوطنية والإقليمية، لمواضلة تقديم الرعاية بأفضل المعايير، وتعزيز الحلول الرقمية، لأن التكنولوجيا ليست رفاهية، بل أداةٌ تجعل الوصول إلى الرعاية الصحية أسرع وأسهل لكل مريض.