المقالات

الرضاعة الطبيعية.. هديتك الأثمن لطفلك

الرضاعة الطبيعية.. هديتك الأثمن لطفلك

تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة لضمان صحة الرضيع، والمصدر الأفضل لتوفير العناصر الغذائية اللازمة لنموه بشكل آمن.
إليكم أهم المعلومات عن الرضاعة الطبيعية وفوائدها لكل من الطفل والأم، والوضعيات الصحيحة  للرضاعة التي تضمن صحة الطفل والأم معاً.

الرضاعة منذ الساعة الأولى.. 
أكد تقرير مشترك لمنظمتي اليونسيف والصحة العالمية أنّ الرضاعة الطبيعية في غضون ساعة بعد الولادة مهمة جداً لإنقاذ حياة المواليد الجدد، بينما قد يؤدي التأخير ولو لساعات قليلة إلى عواقب كبيرة، فالتلامس بين الأم والطفل والرضاعة من الثدي يعملان على تحفيز إنتاج الحليب بما في ذلك إنتاج اللبأ (وهو اللقاح الأول) للطفل وغني جدا بالعناصر الغذائية والأجسام المضادة.
وأشار التقرير إلى دراسات أكدت أن المواليد الجدد الذين بدأوا الرضاعة الطبيعية خلال 2 إلى 23 ساعة بعد الولادة كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار الثلث مقارنة بمن بدأوا الرضاعة خلال ساعة واحدة من الولادة. بينما كان المواليد الجدد الذين بدأوا الرضاعة الطبيعية بعد يوم أو أكثر من الولادة أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف.

حليب الأم وحده حتى الشهر السادس..
توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسف بالرضاعة الطبيعية حصراً دون أي طعام آخر خلال الستة أشهر الأولى من حياة الطفل، حيث يعتبر حليب الأم غذاء مثالياً يمد الطفل بكل ما يحتاجه من الطاقة والفيتامينات والبروتين والدهون التي يسهل هضمها أكثر من الحليب الصناعي.
وتؤكد المنظمة على إدخال الأغذية إلى جانب حليب الأم منذ الشهر السادس مثل الخضراوات والحبوب والفواكه والبروتينات، حيث يستمر حليب الأم في توفير ما يقارب نصف الاحتياجات الغذائية للطفل أو أكثر من ذلك خلال النصف الثاني من السنة الأولى من عمره، وما يصل إلى الثلث خلال السنة الثانية من عمره. 

حليب الأم.. لقاح الطفل الأكثر فعالية
أظهرت دراسة للبنك الدولي للموارد البشرية أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد على تجنب أكثر من 800 ألف حالة وفاة بين الأطفال و20 ألف وفاة بين الأمهات في العالم سنوياً.
ويحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة التي تساعد الطفل على محاربة الفيروسات والبكتيريا، وتفيد في الوقاية من متلازمة موت الرضيع المفاجئ، وتقلل خطر إصابة الطفل ب: الربو، الحساسية، الإنتانات، الإسهالات، التهابات الجهاز الهضمي وسرطان الدم في مرحلة الطفولة، وأمراض القلب والشرايين في مرحلة البلوغ.  
ويتجه حليب الثدي مباشرة إلى المعدة والأمعاء عندما يتناوله الطفل، فتعمل العوامل المختلفة في حليب الثدي مباشرة داخل الأمعاء قبل امتصاصها ووصولها إلى الجسم بالكامل. وهو ما يمهد الطريق لنظام مناعي وقائي ومتوازن يساعد في التعرف على العدوى والأمراض الأخرى ومكافحتها حتى بعد انتهاء الرضاعة الطبيعية.

فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل
تؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة لصحة الطفل من نواحي كثيرة منها : 

  • يلبي حليب الأم جميع احتياجات الطفل الغذائية.
  • سهل الهضم، حرارته مثالية للرضيع، وتحميه من انخفاض حرارته بشكل كبير.
  • يحمي الطفل من الكثير من الأمراض والالتهابات. 
  • توفر الرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد الصحية للأم.
  • يكون حليب الأم متوفراً للطفل في أي وقت يشعر فيه بالجوع.
  • تساعد الرضاعة الطبيعية على بناء علاقة عاطفية قوية بين الأم والطفل.
  • تستمر فوائد الرضاعة الطبيعية طيلة فترة الطفولة، وتستمر حتى مرحلة البلوغ.
     

فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم..
لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على صحة الطفل فقط، حيث أثبتت الدراسات وجود فوائد عديدة تحققها الأم منها:

  1.  تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الاكتئاب بعد الولادة، حيث تزداد كمية الأوكسيتوسين المنتجة ذات التأثيرات المضادة للقلق على المدى الطويل.
  2. توفر للأمهات حماية طويلة الأمد ضد سرطان الثدي والمبيض، فالنساء اللواتي يرضعن أكثر من 12 شهراً في حياتهن يقل لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بنسبة 28%.
  3. تخفض لديهن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، التهاب المفاصل، شحوم الدم المرتفعة أمراض القلب، والنمط الثاني من داء السكري.
  4. الرضاعة الطبيعية تحرق السعرات الحرارية الزائدة، لذلك يمكن أن تساعد على فقدان الوزن الزائد المكتسب من الحمل بطريقة أسرع.
     

أوضاع الرضاعة الصحيحة..
تعتبر الرضاعة الطبيعية مهارة تتعلمها الأم والطفل معاً، حيث تحتاج الأم بعض الوقت لمعرفة الوضعية الأفضل بالنسبة لها ولطفلها، وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انكلترا (NHS) الأمهات بالتأكد أثناء عملية الرضاعة من : 

  • أن تكون الأم في وضعية تحقق لها إمكانية إرخاء الذراعين والكتفين.
  • أن يكون رأس الطفل وجسمه في خط مستقيم، حيث يصعب على الطفل البلع إذا كانت رأسه ورقبته ملتوية.
  • حمل الطفل بطريقة تدعم رقبته وكتفيه وظهره، وتميل رأسه للخلف حتى تلتصق شفته العليا بالحلمة و ليتمكن من البلع بسهولة.
  • أن يكون مستوى أنف الطفل مع حلمة الثدي، مما يتيح للطفل إمكانية فتح فمه للحد الاقصى والتعلق بالثدي جيداً.
  • حاولي ألا تمسكي مؤخرة رأس طفلك، حتى يتمكن الطفل من قلب رأسه للخلف، وبهذه الطريقة تتجاوز حلمة الثدي سقف فم الطفل وتصبح في جوف فمه، ما يسهل على الطفل عملية الرضاعة.
     

كيف تعرفين أن طفلك حصل على حاجته من الحليب؟
توجد العديد من العوامل يمكنك من خلالها معرفة إذا كان طفلك حصل على ما يكفيه من الحليب، فعادة ما يبدأ الطفل الرضاعة ببعض المصات السريعة، فحينما تصبح المصات أطول ويمتلئ فمه بالحليب دون أن يقوم ببلعه، يكون قد حصل على حاجته من الحليب.
بعد الأيام الاولى من ولادة الطفل يجب أن يستهلك 6 حفاضات يومياً إن كان يحصل على حاجته من الحليب، كما يجب أن يتحول براز الطفل من الأسود السميك إلى الأصفر الناعم أو السائل.

نصائح غذائية للأم المرضع: 
يجب على الأم المرضع الاهتمام بصحتها وطبيعة غذائها أثناء عملية الرضاعة لتتمكن من الاستمرار بتوفير الحليب لطفلها، ومن أهم النصائح الضرورية للأم المرضع :

  • تناول 2.5 لتر يومياً من السوائل لضمان استمرار عملية إدرار الحليب بشكل سليم.
  • شرب كوب من الماء بعد كل مرة تقوم بها الأم بإرضاع طفلها.
  • التركيز على الأطعمة الغنية بالطاقة والبروتينات مثل الحبوب الكاملة والخضار والفواكه، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي السكر الصناعي والمشروبات الغنية بالكافيين، لأن وجود الكافيين في حليب الأم يسهم في صعبوة نوم الطفل.
  • الاستعانة بالفيتامينات المكملة التي يتم وصفها بناء على استشارة الطبيب المختص.
     

يعتبر حليب الأم هو الهدية الأولى والأثمن التي تقدمها الأم لطفلها منذ ساعاته الأولى، والتي تسهم في تعزيز مناعته ومنحه العناصر الغذائية اللازمة وتقوية الرابط العاطفي بين الأم وطفلها، لذلك يجب أن تكون الأم على قدر كاف من الوعي بفوائد الرضاعة وطرقها الصحيحة بما يمكنها من تقديم هذه الهدية الثمينة لطفلها بثقة وحب.