المقالات
التعايش مع السكري: نصائح فعالة للحفاظ على صحتك وضبط مستويات السكر
يعد الداء السكري من أشيع الأمراض المزمنة حول العالم، ويعتبر التعايش معه أمراً مهماً لأنَّ مشاعر القلق المرتبطة به يمكن أن تعيق ضبط المرض وتمنع من الوصول إلى الوضع الصحي المستهدف، وقد يشكل هذا التعايش تحدياً لكنه تحدٍّ مُمكنٌ وغير مستحيل، إذ إنَّ معظم المرضى وبالتعاون مع الفريق الطبي قادرون على التكيُّف معه ومتابعته، فالسكري المضبوط جيداً هو نتيجة تكامل كل من جهد الفريق الطبي الذي يتابع الحالة وجهد المريض في اتباع الخطة العلاجية.
وفي هذا المقال نتشارك معاً بعض المعلومات التي تساعدك في التعايش مع الداء السكري وكيفيَّةِ متابعته، مع ضرورة التنويه إلى أن هذه المعلومات لا تعتبر استشارة طبيَّة أو خطة علاجيَّة، فكل مريض مصاب بالداء السكري هو حالة مرضيَّة مستقلَّة بحد ذاتها.
كيف أحافظ على صحَّتي إذا كنت مصاباً بالداء السكري؟ أليس مستوى سكر الدم هو الأهم؟
من المهم الحفاظ على سكر الدم مضبوطاً جيداً لتقليل حدوث بعض الاختلاطات التي يسببها السكري غير المضبوط، والتي تشمل:
- زيادة احتمال الإصابة بنوبة قلبية (احتشاء القلب) أو سكتة دماغية من مرتين إلى ثلاث مرات لدى الأشخاص المصابين بالداء السكري.
- أمراض العين التي تؤدي إلى فقدان البصر أو العمى.
- أمراض الكلى.
- الاعتلال العصبي وأكثره شيوعاً اعتلال الأعصاب الحسية في الأطراف والذي قد يؤدي إلى تنميل أو خدر أو ألم في اليدين والقدمين.
- الحاجة إلى بتر أصابع القدمين أو اليدين.
ومع ذلك، فإن مستوى سكر الدم ليس إلا شيئاً واحداً من الأشياء التي نحتاج إلى مراقبتها، إذ لا تقل خطورة المشكلات التي يسببها ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية التي تترافق عادة مع الداء السكري عن تلك التي يسببها ارتفاع مستوى سكر الدم.
كيف ينبغي أن تكون مستويات الخضاب السكري وضغط الدم والكوليسترول والشحوم الثلاثية لدى مريض السكري؟
- تختلف أهداف الضبط بين مريض وآخر، ويعتمد ذلك على شدة ومدة مرض السكري لديه وعمره والمشكلات الصحية التي يعاني منها، وبشكل عام يكون السكري مضبوطاً بشكل جيد في حال:
- مستويات الخضاب السكري A1C تساوي 7% أو أقل.
- ضغط الدم أقل من 130/80 (لمعظم المرضى).
- LDL كولسترول أقل من 100 مغ/دل وفي بعض الحالات يجب أن يكون أقل من 50 مغ/ دل.
- الشحوم الثلاثية Tg أقل من 150 مغ/دل.
كيف يمكنني التحكم في مستويات الخضاب السكري وضغط الدم والكوليسترول ؟
- الأدوية:
يعتبر الالتزام بالدواء أحد الركائز الأساسية في علاج الداء السكري، إذ يمكن لبعض هذه الأدوية أن تساعد في منع النوبة القلبية أو السكتة الدماغية وحماية الكلى، مع التنويه إلى عدم صحة الاعتقاد الشائع بضرورة إيقاف أدوية السكري أو تخفيفها لأنها تضر بالكليتين، بل على العكس يلحق إيقاف الأدوية ضرراً كبيراً بالكليتين والأعضاء الأخرى، دون أن ننسى حاجة مرضى السكري لأدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أو للوقاية من حدوث مشكلات صحية مستقبلاً.
- تغيير نمط الحياة:
قد تؤثر الممارسات التي تقوم بها كل يوم تأثيراً كبيراً على حالتك الصحية، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك فعلها للمساعدة في التحكم بمستويات الخضاب السكري وضغط الدم والكوليسترول لديك أو لتقليل المخاطر الصحية التي تتعرض لها، وفي مقدمتها:
- نمط غذائي صحي، فالأدوية لوحدها لاتغني عن الحمية الغذائية الصحية للوصول إلى الضبط الصحيح للداء السكري وترتكز هذه الحمية على الامتناع عن السكر الأبيض والحلويات والمشروبات الغازية وعصير الفواكه المحلى واعتماد البدائل المحلية المخصصة لمريض الداء السكري، بالإضافة إلى تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والحد من كمية اللحوم والأطعمة المقلية والنشويات.
- المشي لمدة 30 دقيقة أو أكثر معظم أيام الأسبوع.
- التوقف عن التدخين الذي يزيد احتمالات الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو السرطان.
- فقدان الوزن الزائد مما يساعد في السيطرة على مستويات سكر وضغط الدم والكوليسترول.
- الامتناع عن المشروبات الكحولية التي يمكن أن تسبب زيادة مستوى سكر وضغط الدم.
ختاماً:
يعتبر الداء السكري مرضاً متطوّراً يحتاج مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري في المنزل للتأكد من الوصول إلى الضبط الجيّد، إضافة إلى المراجعات الدورية للطبيب من أجل تعديل الخطة العلاجية وإجراء بعض الفحوص المخبرية الدورية الخاصة بمريض الداء السكري.
الدكتور علاء الدين الخاني
اختصاصي في أمراض الغدد الصم والسكري.