المقالات

البيلة الدموية (الدم في البول): الأسباب والأعراض والعلاج

البيلة الدموية (الدم في البول): الأسباب والأعراض والعلاج

يشعر الكثيرون منا بالقلق عند تغير لون البول إلى اللون الأحمر أو رؤية الدم فيه، وهذه الحالة التي تعرف طبياً باسم البيلة الدموية (Hematuria) قد تكون أمراً طبيعياً نتيجة لعوامل غير مرضية، أو مؤشراً على وجود أمراض أخرى تستدعي المتابعة الطبية الدقيقة، فما هي البيلة الدموية (الدم في البول) وما أسبابها؟ ومتى تستوجب زيارة الطبيب؟

البيلة الدموية
البيلة الدموية هي وجود غير طبيعي لعدد من كريات الدم الحمراء في البول، وهي نوعان: البيلة الدموية (البول المدمى) العيانية التي يمكن فيها رؤية الدم بالعين المجردة، والبيلة الدموية المجهرية التي تحتاج فحص البول مخبرياً لرؤية كريات الدم فيه.
تؤدي بعض الأدوية التي يتناولها المريض مثل الفينازوبريدين الذي يستخدم لتخفيف الآلام أثناء التبول المصاحبة لالتهاب المثانة إلى ظهور الدم في البول، كما تسبب بعض الأطعمة متل الشوندر إلى تغير لون البول إلى اللون الأحمر، وهي حالات طبيعية لا تستدعي القلق.

أسباب البيلة الدموية: 
تؤدي الحالات المرضية التي تصيب الكلية والحالب والمثانة والبروستات والإحليل إلى ظهور الدم في البول، ونستعرض معاً أكثر الأسباب شيوعاً للبيلة الدموية: 

  • الحصيات البولية: الحصيات الموجودة في الحالب والكلية والمثانة، وهي مسؤولة عن 20% من كل حالات البيلة الدموية.
  • الإنتانات البولية: التهابات المثانة والكلية والإحليل والبروستات، سواء كان سبب الالتهاب البكتيريا الشائعة أو المنقولة عبر العملية الجنسية.
  • أورام الجهاز البولي: خاصة أورام المثانة التي تشكل حوالي 20% من مرضى البيلة الدموية، وتحتاج في بعض الحالات إلى إجراء تنظير لتأكيد التشخيص، إضافة إلى أورام الكلية وسرطان البروستات.
  • ضخامة البروستات السليمة: وهي حالة شائعة عند الرجال بعد سن 50، وتترافق مع أعراض بولية أخرى.
  • الرضوض: التي تحدث بعد حوادث السير والسقوط، وتؤدي إلى نزف من الكلية أو الحالب أو المثانة أو الإحليل، وفي هذه الحالة يجب على المريض الخضوع لمتابعة دقيقة واستقصاءات طبية متعددة لتحديد سبب النزيف وعلاجه.
  • أمراض الكلية الكبية: وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال وأشيعها اعتلال الكلية IGA الذي يترافق مع أسطوانات كريات حمر وبيلة بروتينية، إضافة إلى التهاب الكبب والكلية التالي للإصابة بالمكورات العقدية.
  • أمراض الكلية اللا تكاثرية: التهاب الكبب والكلية الغشائي والتصلب الكببي البؤري القطعي.
  • التمارين الرياضية الشاقة: والتي تسبب حدوث بيلة دموية مصدرها الكلية أو الحالب أو المثانة، وعادة ما تستغرق 24 إلى 72 ساعة ليعود لون البول إلى طبيعته.
  • بعض الأدوية: مثل مضادات التخثر ومضادات التصاق الصفيحات إلى ظهور الدم في البول.
     

التقييم السريري:
عادة ما يلجأ الطبيب إلى الحديث مع المريض عن تاريخه المرضي لمساعدته أكثر في تحديد سبب النزيف بدقة، إضافة إلى سؤاله عن مدى وجود صعوبة في التبول أو إلحاح بولي أو تعدد البيلات أو التبول الليلي، والتي يشير كل منها إلى مشكلة صحية مختلفة.
كما تؤدي الاختبارات والفحوص دوراً أساسياً في التعرف على سبب ظهور دم في البول، كالفحص السريري للبطن الذي قد يكشف عن كتلة كلوية، أو الفحص الشرجي الذي يكشف عن آفات البروستات، إضافة إلى التحاليل المخبرية مثل: فحوصات البول والراسب وزرع البول وتعداد الدم الكامل، كرياتنين، حمض البول، PT,PTT.
ويلجأ الطبيب إلى طلب أحد الفحوص الشعاعية كإيكو الجهاز البولي، أو صورة بسيطة للجهاز البولي، أو طبقي محوريCT، أو صورة ظليلة للجهاز البولي، وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى أخذ خزعة للكيلة أو البروستات، أو تنظير المثانة من خلال تمرير أنبوب ضيق مصحوب بكاميرا صغيرة إلى المثانة لمعرفة أسباب المرض.

ختاماً:
يختلف علاج ظهور دم في البول باختلاف السبب، إذ قد يتضمن العلاج تناول المضادات الحيوية لعلاج عدوى الجهاز البولي، أو أدوية لعلاج تضخم البروستات، أو الخضوع لعلاج باستخدام الموجات الصوتية لتفتيت حصوات الكلى أو المثانة، وهو ما يجعلنا نؤكد على ضرورة زيارة الطبيب المختص لتحديد سبب البيلة الدموية والعلاج الأمثل لها بما يتناسب مع حالة كل مريض.

الدكتور فراس محمد 
اختصاصي جراحة بولية وتناسلية