المقالات
يرقان الوليد: أخطاء شائعة خطيرة على الأهالي تجنبها

يعرّف يرقان الوليد بأنه اصطباغ الجلد وبياض العين باللون الأصفر بسبب تراكم مادة صباغية تدعى (البيلروبين) في الدم، وهو حالة شائعة تصيب غالب الولدان في اليوم الثالث من الولادة و تزول عفوياً خلال أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن نسبة قليلة من الولدان يكون لديهم عوامل أخرى "يعود تقديرها للطبيب" تسبب ارتفاعاً شديداً في تركيز بيلروبين الدم، مما قد يسبب أذية في الدماغ.
علاج اليرقان
عادة ما تختفي حالة اليرقان تلقائياً دون أي أثر مرضي، ويمكن تسريع ذلك بالإكثار من الإرضاع الوالدي أو الصناعي في حال تأخر الإدرار الحليبي لدى الأم إلى اليوم الخامس.
بينما الحالات القليلة التي يصل فيها تركيز البيلروبين لأرقام مرتفعة، يتم تخفيضها إلى ما دون حد الخطر بالمعالجة الضوئية الخاصة في قسم الحواضن، بهدف الابتعاد عن حد الخطر ريثما يتخلص الجسم من هذه المادة الصباغية تلقائياً خلال أيام، وليس كما يعتقد الأهالي عبر أشعة الشمس أو ضوء المنزل العادي.
أخطاء مشاهدة في تعامل الأهالي مع اليرقان
- استخدام مادة الفينوباربيتال (ما يُسمى حبة الريقان لدى العوام):
هو خطأ شائع بشدة في التعامل مع يرقان الوليد، لأنه دواء مخصص لعلاج الصرع، يتم استخدامه في حالات محددة لأحد أنواع ارتفاع بيلروبين الدم، وليس مخصصاً لعلاج يرقان الوليد، لأنه قد يتسبب بعدة مخاطر على الوليد. - استخدام الماء المحلى بالسكر أو التمر:
وصفة شائعة لا تفيد نهائياً في التخلص من اليرقان، بل على العكس تسبب إسهالاً و بالتالي تجفاف ونقص تغذية ووزن، وبالتالي ارتفاع تركيز اليرقان في الدم، كما تسبب السكريات غازات بطن وبالتالي مغص شديد والتهاب جلد حفاضي بسبب خفض حموضة البراز. - وضع طوق من الثوم أو كي البطن
- تأخير الختان و اللقاح ريثما يزول اليرقان: لا مانع طبي من الختان أو اللقاح ما لم يكن الطفل مريض لسبب آخر.
- إيقاف حليب الأم
قد يسبب حليب الأم ارتفاع في بيلروبين الدم، ولكن يبدأ عادة بعد أسبوع من الولادة وليس بعد يومين، ويستمر عدة أسابيع ثم يزول عفوياً دون الحاجة لإيقاف الإرضاع الوالدي كما أنه لا يسبب ارتفاع شديد أو خطير.
ختاماً:
يعتبر الابتعاد عن الممارسات الخاطئة لعلاج اليرقان أمراً بالغ الأهمية لحماية صحة الأطفال وسلامتهم، إذ يجب على الأهالي أن يكونوا واعين للمخاطر المرتبطة بالعلاجات غير المدروسة أو التقليدية التي قد تؤدي لتفاقم الحالة بدلاً من تحسينها. ويبقى من الضروري دائماً استشارة الأطباء المختصين واتباع التوجيهات الصحيحة لضمان الحصول على العلاج المناسب والفعال في حال الحاجة إليه.
الدكتور معروف موصللي
دراسات عليا في طب الأطفال