المقالات

أمراض الأطفال الصيفية.. الوقاية خير من العلاج

أمراض الأطفال الصيفية.. الوقاية خير من العلاج

مع دخولنا فصل الصيف وبدء العطل المدرسية، تبرز التحديات التي تواجه الأهالي لجهة حماية أطفالهم من مخاطر الصيف والحرارة المرتفعة، ما يحتم ضرورة الانتباه إلى حالة الأطفال الصحية والتعرف على أهم الأمراض التي تصيب الأطفال خلال فصل الصيف وأعراضها وطرق علاجها وكيفية الوقاية منها.

التسمم الغذائي
يصاب الأطفال بالتسمم الغذائي نتيجة تناولهم طعاماً أو شراباً ملوثاً بأحد أنواع الجراثيم المسببة للمرض، ويعتبر الأطفال دون الخمس سنوات معرضون أكثر للتسمم الغذائي بسبب عدم اكتمال نمو جهاز المناعة المسؤول عن محاربة الجراثيم، وتزداد احتمالية تسمم الأطفال خلال فصل الصيف بسبب زيادة تناول الأطفال للأطعمة مجهولة المصدر أثناء تواجدهم خارج المنزل، إضافة إلى زيادة احتمالية فساد الطعام نتيجة الحرارة المرتفعة أو عدم مراعاة شروط حفظ الطعام بالشكل الصحيح.  
وتشمل أعراض التسمم الغذائي لدى الأطفال: القيء، الإسهال، تشنجات أو ألم في البطن، الغثيان، الحمى، القشعريرة، الصداع.
وفي حال ظهور هذه الأعراض على الأطفال يجب اللجوء إلى تعويض السوائل المفقودة لتجنب حدوث الجفاف، من خلال تناول الخضار والفواكه المغسولة جيد والأطعمة الخفيفة قليلة الدسم وسهلة الهضم، وأخذ قسط كافي من الراحة والابتعاد عن أي مجهود يمكن أن يزيد انتكاسة الجسم، وفي حال استمرت الأعراض لأكثر من 48 ساعة يجب طلب المساعدة الطبية.
ويمكنكم في حال ظهور هذه الأعراض على أطفالكم مراجعة عيادات الأطفال في مركز دمر الطبي للحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
ويجب الانتباه بشكل دائم إلى مصادر الأغذية التي يتناولها الأطفال والتأكد من سلامتها، والحرص على التزام الأطفال بغسل اليدين جيدا قبل وبعد الطعام وعند الخروج من الحمام، ومراعاة قواعد حفظ الطعام بشكل صحيح منعاً لفساده.


الانفلونزا الموسمية.. وعبء الصيف
عادة ما يصاب الأطفال بالانفلونزا خلال فصل الصيف، نتيجة النوم في الغرف المكيفة والتعرض المباشر للهواء الصادر من المرواح خصوصا عند التعرق، وإصابتهم بالالتهابات الفيروسية بسبب ضعف جهازهم المناعي، فيبدأ الأطفال بالمعاناة من (احتقان الحلق، السعال، احتقان الأنف، حكة بالأذن، صعوبة البلع وارتفاع درجة الحرارة).
وعادة ما يتم علاج الانفلونزا الموسمية في المنزل من خلال توفير الراحة للأطفال وتناول مخفضات الحرارة والمشروبات الساخنة، لكن في حال تطور الأعراض إلى جفاف أو صعوبة التنفس أو ألم في الصدر والعضلات فيجب مراجعة الطبيب لتلقي العلاج اللازم. 

نصائح لوقاية الأطفال من نزلات الإنفلونزا

  • تجنب نوم الأطفال بالغرف المكيفة أو التي تحتوي مراوح قوية.
  • عدم تعرض الطفل للهواء البارد بعد التعرق أو الاستحمام.
  • تناول المشروبات الساخنة، وشرب كميات كافيه من المياه والعصائر الطبيعية
  • تناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم لتقوية مناعة الطفل.
  • المواظبة على تناول اللقاحات الخاصة بالانفلونزا في المراحل العمرية المناسبة.
  • إبعاد الأطفال عن الأشاص المصاببن بالإنفلونزا، لتجنب العدوى.


الطفح الحراري
يحدث الطفح الجلدي عند الأطفال في الطقس الحار على شكل حبوب صغيرة حمراء في طيات الجلد من الرقبة وأعلى الصدر والذراعين والساقين ومنطقة الحفاض.
وينتج الطفح الجلدي الحراري عن انسداد أو التهاب قناة تصل الغدة العرقية وسطح الجلد فينحصر العرق أسفل الجلد بدلا من تبخره مما يسبب تهيج البشرة وظهور بثور فيها.
في حال ظهور هذه الأعراض على الطفل يمكن مراجعة العيادة الجلدية في مركز دمر الطبي للحصول على الاستشارة أو العلاج المناسب للطفل.
علاج الطفح الحراري

  • الابتعاد عن أشعة الشمس والمحافظة على جفاف المنطقة المصابة وتركها معرضة للهواء قدر الإمكان.
  • ارتداء ملابس واسعة وخفيفة تمتص الرطوبة من الجلد. 
  • الحرص على أن يكون مكان نوم الأطفال باردا وجيد التهوية.
  • تجنب استخدام مرطبات ومراهم على مكان الإصابة لأنها يمكن أن تسد المسام بدرجة أكبر.
     

ضربة الشمس
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وتعرض الأطفال لأشعة الشمس الحارقة تزداد احتمالية إصابتهم بأحد أكبر مخاطر فصل الصيف وهي ضربة الشمس، وهو ما يحتم على الأهالي ضرورة الانتباه لتجنيب أطفالهم التواجد في بيئة مرتفعة الحرارة وتعرض أطفالهم لأشعة الشمس وقت الذروة واتخاذ الإجراءات الوقائية.
ما هي ضربة الشمس؟
ضربة الشمس هي عارض طبي حاد يحصل عندما تزيد درجة حرارة الجسم عن الحد الطبيعي (فوق 40 درجة مئوية)، فيحاول الجسم جاهداً أن ينظم حرارته من جديد ويتكيف مع درجة حرارة المكان المحيط، وفي حال عجزه عن تبريد نفسه يحدث خلل في مركز التحكم بدرجة حرارة الجسم يؤدي إلى خسارة كمية كبيرة من السوائل والشوارد، وإذا لم يتم تعويض هذا النقص بشكل فوري يحدث اضطراب في الدورة الدموية يؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس.

أعراض ضربة الشمس لدى الأطفال 

  • ارتفاع حرارة الجسم بشكلل خطير.
  • تورم الجلد.
  • الجفاف.
  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • التنفس السريع.

وفي حال ظهور هذه الأعراض على الأبوين طلب المساعدة الطبية الفورية بعد أن يقوموا بتقديم الإسعافات الأولية للطفل من خلال محاولة تبريد جسمه بالوسائل المتاحة وإبعاده عن الحرارة، كما يجب على الآباء تعويد الاطفال على شرب المياه بكميات كافية على مدار اليوم، وتجنب بقائهم في بيئة ذات حرارة مرتفعة لفترات طويلة.

أذن السباح
مرض أذن السباح أو ما يعرف بالتهاب قناة الأذن الخارجية هو التهاب الأذن الخارجية أو مجرى السمع الخارجي، تسببه الجراثيم التي تنمو في الوسط الرطب، وعادةً ما يكون سببه الماء المتبقي في الأذن مكونًا بذلك بيئةً مساعدة لنمو البكتيريا.
الأعراض: 

  • الحكة في قناة الأذن.
  • احمرار شديد داخل الأذن.
  • خروج سائل عديم اللون والرائحة من الأذن.
  • شعور بانسداد الأذن ناتج عن التورم والسوائل والأوساخ.

ففي حال استمرار هذه الأعراض لفترة طويلة يجب طلب المساعدة الطبية ، ويحتوي مركز دمر الطبي على العيادة الأذنية التي تضم نخبة من الأطباء المتخصصين الجاهزين لتقديم الرعاية الصحية اللازمة.
يمكن الوقاية من مرض أذن السباح عبر تجفيف الأذن من الماء بعد السباحة، من خلال إمالة الرأس إلى أحد الجانبين وتحريك الصيوان في مختلف الاتجاهات لإجبار الماء على الخروج من الأذن، إضافة إلى ارتداد سدادات أذن أو قبعة سباحة أثناء السباحة للحفاظ على جفاف الأذنين.

الجفاف .. الخطر الصيفي الأكبر لطفلك 
يعاني الأطفال من الجفاف عندما لا يحصلون على الكمية الكافية من السوائل التي يحتاجها الجسم ليعمل بشكل صحيح، وعادة ما يصاب الأطفال بالجفاف نتيجة الإسهال أو القيء أو نقص مخزون السوائل في الجسم، وهو ما يؤدي لأعراض عديدة أهمها: الشعور بالعطش، قلة التبول، بول أصفر داكن وقوي الرائحة، الشعور بالتعب والدوخة، جفاف الفم والشفتين والعينين، وتنفس سريع.
علاج الجفاف
في حال كانت درجة الجفاف خفيفة يمكن معالجتها منزلياً من خلال إعطاء الطفل محاليل معالجة الجفاف الفموية، وتناول كميات كافية من المياه والسوائل والخضراوات الغنية بالألياف، أما في حال كانت درجة الجفاف شديدة فيجب مراجعة الطبيب فوراً لاتخاذ الإجراءات الطبية التي توقف عملية فقدان جسم الطفل للسوائل ومن ثم تعويضه السوائل المفقودة. 
يبدو فصل الصيف بالنسبة للكثيرين فرصة لأطفالهم للعب والمرح والخروج في النزهات الصيفية والاستمتاع بالوقت، لكن يجب على الأهالي الانتباه كثيراً لتجنيب أطفالهم أمراض الصيف المزعجة من خلال تعويدهم على شرب الماء على مدار اليوم، والاهتمام بنظامهم الغذائي وإضافة الخضار والفواكه إليه بشكل مستمر، والأهم الانتباه لما يتناوله الأطفال خارج المنزل من أطعمة جاهزة وتعوديهم على غسل أيديهم جيداً والالتزام بقواعد النظافة الشخصية، حتى يحصلوا على المرح الذي يريدونه بشكل آمن.