المقالات

قصر القامة عند الأطفال: متى يكون مرضياً، وهل من علاج؟

قصر القامة عند الأطفال: متى يكون مرضياً، وهل من علاج؟

يُعد النمو السليم للأطفال أمراً بالغ الأهمية لتطورهم الجسدي والنفسي، وهو ما جعل قصر القامة أحد أهم القضايا الصحية التي تثير اهتمام الأطباء ومخاوف الأهالي، لما له من آثار سلبية على الفعاليات الاجتماعية للطفل وتعرضه للتنمر مما يؤثر على صحته النفسية وأدائه المدرسي.
في هذا المقال، نستعرض معاً أسباب قصر القامة وطرق تشخيصه وأهمية التدخل المبكر لعلاجه، بما يسهم في تعزيز الوعي حول هذه الحالة الصحية وتقديم الدعم اللازم للأطفال الذين يعانون من هذه الحالة.

ما هو قصر القامة وكيف يتم تشخيصه؟
قصر القامة هو مصطلح يتم استخدامه لوصف حالة عدم وصول الطفل إلى الطول المتوقع لعمره وجنسه أو لمتوسط الأشخاص في مجتمعه، إذ تلاحظ الأم أن ابنها أقصر من أصدقائه أو أن مقاس ثيابه لا يتغير من سنة لأخرى، وهو ما يستدعي التحدث مع الطبيب لمواجهة هذه المخاوف، وتشخيص الحالة، وتحديد الأسباب الدقيقة واتخاذ الخطوات اللازمة إذا لزم الأمر. 
وتحتاج بعض الحالات إلى تقييم طبي متخصص بإجراء بعض الفحوص الشعاعية والمخبرية لتحديد سبب قصر القامة وإعطاء العلاج المناسب أو الرعاية الخاصة، حيث يمكن للطبيب كشف قصر القامة عند الطفل عن طريق القيام بقياس طول الطفل ومقارنة طوله بالطول المناسب لعمره وجنسه على مخططات النمو المناسبة.

أسباب قصر القامة

  • العوامل الوراثية: قد يكون لهذه العوامل تأثير على نمو العظام منذ الولادة وحتى النضج.
  • نقص الوارد الغذائي: يمكن أن يؤثر نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن، خلال السنوات الأولى من عمر الطفل على عملية نموه.
  • العوامل البيئية: مثل الإجهاد والحرمان العاطفي، والتعرض للملوثات البيئية والسموم يمكن أن تؤثر على نمو الطفل وتسبب قصر القامة .
  • الأمراض والحالات الطبية: كأمراض سوء الامتصاص والأمراض المزمنة غير المعالجة كالتهاب المفاصل والقصور الكلوي والأمراض الصدرية والقلبية وغيرها. 
  • أسباب هرمونية: قصور الغدة الدرقية أو نقص نشاطها وزيادة الكورتيزول بالدم واضرابات الكلس نقص هرمون النمو البشري( (HGH.
  • أسباب مورثيه فيها خلل خلقي بالصبغيات مثل متلازمة داون ومتلازمة تورنر.
  • أمراض عظمية وراثية خلقية فيها خلل ببنية العظم وغضاريفه
  • العوامل الجنسية: الجنس يمكن أن يؤثر على الطول النهائي، حيث يكون الذكور في المتوسط أطول من النساء.
     

علاج قصر القامة
يُحدد العلاج المناسب لقصر القامة بناءً على التشخيص الدقيق للحالة وعلى عمر الطفل وعلى العوامل الفردية لكل مريض. إذ يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج الأنسب: 

  1. معالجة السبب المرضي لقصر القامة  
  2. العناية بالتغذية: في حال كان قصر القامة ناتجاً عن نقص التغذية، يمكن تحسين الوضع من خلال توفير تغذية كافية ومتوازنة تحوي البروتينات كالبيض والحليب ومشتقاته واللحوم، وإعطاء الفيتامينات والمعادن عن طريق الخضار والفواكه والحبوب
  3. متابعة طبية دورية: يجب على الأهل متابعة نمو أطفالهم قصار القامة عند الطبيب بانتظام لمراقبة النمو وإجراء ما يلزم من تدخلات باكراً ما أمكن.
  4. الدعم النفسي: لمساعدة الطفل على التعامل مع الضغوطات النفسية.
  5. ممارسة الفعالية الحركية والنوم المبكر 
  6. العلاج بهرمونات النمو: في بعض الحالات، يمكن استخدام هرمونات النمو (مثل هرمون النمو البشري) لزيادة نمو الطول. إذ يُعطى هذا العلاج عادةً للأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو أو للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمو العظام.
  7. العلاج الهرموني الجنسي: في بعض الحالات، قد يحتاج الأطفال إلى العلاج بالهرمونات الجنسية لتحفيز النمو وتطوير السمات الثانوية المرتبطة بالجنس في حال تأخر البلوغ 
  8. العلاج الجراحي: في حالات نادرة، يمكن أن يكون العلاج الجراحي خياراً لزيادة الطول. 
     

ختاماً: 
يُعتبر قصر النمو عند الأطفال مسألة صحية هامة تتطلب اهتماماً خاصاً من الأهل والمختصين، ويلعب التشخيص المبكر  دوراً حيوياُ في ضمان توفير الرعاية اللازمة، إضافة إلى تعزيز الوعي حول أهمية التغذية السليمة والرعاية الصحية الشاملة، بما يضمن للأطفال الذين يعانون من قصر النمو الحصول على الدعم والرعاية التي يحتاجونها ليعيشوا حياة صحية وسعيدة.

د.سحر إدلبي
استشارية أمراض الغدد والنمو عند الأطفال