المقالات
الإنتانات البولية عند الرجال: احذروا المضاعفات
تعتبر الإنتانات البولية عند الرجال من الحالات المرضية التي تستحوذ على أهمية سريرية كبيرة كون الرجال أقل عرضة للإصابة بالإنتانات البولية مقارنة بالنساء، إذ يمكن أن تؤدي لمضاعفات أكثر خطورة في حال لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، لذا من المهم التعرف على أسباب هذه الإنتانات، وكيفية علاجها، ونصائح للحفاظ على صحة الجهاز البولي لدى الرجال.
الإنتانات البولية هي عدوى تصيب أجزاء الجهاز البولي بما فيها الكلى والحالب والمثانة والإحليل، تتسبب في ظهور أعراض مثل: الألم أثناء التبول، والحاجة المتكررة للتبول، ظهور دم في البول، والشعور بالضغط في منطقة الحوض، وفي بعض الحالات تسبب الإنتانات البولية حمى أو قشعريرة.
أنواع الإنتانات البولية:
- إنتانات بولية سفلية: تصيب الإحليل والمثانة، وقد تصيب البروستات، وتظهر سريرياً بألم أثناء التبول وألم أسفل البطن، وأحيانا ترفع حروري وألم أثناء عملية الجماع.
- إنتانات بولية علوية: أو ما يعرف بالتهاب الحويضة والكلية، وهي حالة مرضية قد تحمل خطورة عالية كون احتمال الإصابة بتجرثم الدم وارد جداً، من أعراضها ألم خاصرة مع ترفع حروري وإقياءات وسوء حالة عامة.
أسباب الإنتانات البولية:
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الإنتانات البولية لدى الرجال، ومن أبرزها: الداء السكري، وبعض حالات الحصيات البولية السادة التي قد تمنع تدفق البول وتسبب العدوى، أمراض البروستات، التشوهات الخلقية في الجهاز البولي، المثانة العصبية، تعدد العلاقات الجنسية، أمراض نقص المناعة، ونقص الاهتمام بالنظافة الشخصية.
تشخيص الإنتانات وعلاجها :
عادة ما يتم إجراء الفحوصات المخبرية كفحص تعداد كامل للدم، وفحص بول وراسب وزرع بول، ويفضل أخذ العينة من منتصف التبول الصباحي، إضافة إلى إمكانية اللجوء إلى إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لفحص المسالك البولية، وأحياناً قد يتم اللجوء إلى منظار المثانة، أو تصوير الحويضة الظليلية (IVP ) هو نوع خاص من الأشعة السينية للكلى والحالب والمثانة.
ويعتمد علاج الإنتانات البولية على شدة الحالة ونوع العامل المسبب للالتهاب، وعادة ما يتم البدء بمضاد حيوي من زمرة فلوروكنيولون بعد إعطاء عينة بول للزرع، وغالباً بعد نتيجة الزرع يتم اعتماد العلاج بنوعين من الصادات الحيوية، مع الإكثار من السوائل والعناية بنظافة المنطقة التناسلية.
أما في حال التهاب الحويضة والكلية، فهي حالة عالية الخطورة لاحتمال حدوث تجرثم في الدم، الأمر الذي يستدعي العلاج في المشفى بالصادات الحيوية الوريدية ومضادات الإقياء وخافضات الحرارة الوريدية، إضافة للسوائل الوريدية مع تقييم مخبري مستمر لحين السيطرة على الأعراص وتحسن الحالة العامة.
الوقاية من الإنتانات البولية:
يمكن الحد من احتمالية الإصابة بالإنتانات والتهابات المسالك البولية باتباع بعض الإرشادات:
- شرب السوائل بشكل كافي يومياً.
- وجوب إفراغ البول عند الإحساس بالتبول وعدم الاحتفاظ به لفترة طويلة.
- إفراغ المثانة بشكل كامل عند التبول.
- ممارسة الجنس الآمن والتبول بعد ممارسة الجنس مباشرة.
- الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية.
ختاماً:
إن تجاهل الإنتانات البولية قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتطورها، وحدوث مضاعفات أكثر خطورة، وهو ما يحتم مراجعة الطبيب المختص عند ظهور أعراض الإنتانات البولية لضمان التشخيص المبكر واتباع العلاج المناسب، دون أن ننسى الاهتمام الدائم بصحة الجهاز البولي بشكل خاص، وبصحة الجسم بشكل عام.
الدكتور شاكر دهان
اختصاصي الأمراض الداخلية وأمراض الكلية والضغط الشرياني