المقالات
المضادات الحيوية في الأمراض التنفسية العلوية: نعمة أم نقمة؟
منذ اكتشافها في أوائل القرن العشرين، أحدثت الصادات الحيوية ثورة طبية ساهمت بإنقاذ ملايين الأرواح، لكن شاع في الفترة الأخيرة الإفراط في استخدامها دون العودة إلى الطبيب المختص، إذ أثبتت الدراسات أن ثلث حالات استخدام البشر لها ليست ضرورية أو مناسبة. لذلك سنتعرف معاً على الصادات الحيوية، والطريقة الصحيحة لاستخدامها، وكيف نتجنب مخاطرها.
الصادات الحيوية أدوية تستخدم لعلاج العدوى التي تسببها البكتيريا، تعمل على قتل البكتيريا أو تثبيط نموها، مما يساعد الجسم على محاربة العدوى بشكل أكثر فعالية.
المضادات الحيوية والأمراض التنفسية العلوية
تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الأمراض التنفسية العلوية الناجمة عن البكتيريا وليس عن الفيروسات، وفي الوقت الذي يعتبر فيه المضاد الحيوي علاجاً صحيحاً لالتهاب البلعوم العقدي الذي تسببه البكتيريا، فإنه يعتبر علاجاً خاطئاً لمعظم التهابات البلعوم التي تسببها الفيروسات.
كما لا تساهم في علاج الحالات التالية: نزلات الزكام أو سيلان الأنف، الإنفلونزا، معظم أنواع السعال، بعض التهابات الأذن، بعض التهابات الجيوب الأنفية وكوفيد 19.
سوء استخدام المضادات الحيوية
عند تناول المضاد الحيوي في حال الإنتان التنفسي الفيروسي، فإننا نعزز الخصائص المقاومة للصاد بالبكتيريا، مما ينجم عنه على المدى البعيد:
- زيادة حدة المرض
- طول فترة التعافي
- زيادة عدد الزيارات للأطباء وزيادة وتيرة التردد للمشافي أو المكوث فيها، مما يرفع تكلفة العلاج.
ومن الضروري أن نعرف أن تناول المضادات الحيوية في حال وجود عدوى فيروسية تنفسية:
- لن يشفي العدوى
- لن يحمي الآخرين من الإصابة بالمرض
- لن يساعدك على الشعور بالتحسن
- قد يسبب آثاراً جانبية غير ضرورية وضارة
- يسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية
الإرشادات الصحيحة لتناول المضادات:
من الشائع التوقف عن تناول الدواء فور الشعور بالتحسن وهذا خطأ كبير، إذ يجب الاستمرار بأخذ المضادات الحيوية بالجرعة الكاملة الكافية لقتل البكتيريا المسببة للمرض كي لا يضطر الطبيب لإعادة العلاج في حال انتكس المريض مرة أخرى، وعادة ما تؤخذ ثلاث جرعات من الصادات الحيوية ويتم إيقافها.
ولضمان حصولنا على النتائج العلاجية السليمة عند استخدامنا الصادات الحيوية، يمكن اتباع النصائح التالية:
- لا تلح على الطبيب لإعطائك وصفة طبية تتضمن صاداً حيوياً، بل اطلب منه نصائح حول كيفية العلاج.
- استخدم المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب، والتزم بالكمية الموصوفة حتى نهاية العلاج.
- أخبر الطبيب فوراً في حال حدوث أي آثار جانبية.
- لا تتناول المضادات الحيوية المتبقية لمرض لاحق، فقد لا تكون مناسبة لعلاج المرض الحالي، ومن المحتمل ألا تكون كافية لدورة علاجية كاملة.
- لا تتناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر مطلقاً، ولا تدع أي شخص يتناول مضاداتك الحيوية.
ختاماً..
تعتبر مقاومة الصادات الحيوية من أكبر التحديات الصحية التي تواجه أطباء الأمراض التنفسية العلوية في العصر الحديث، إذ تحدث هذه المقاومة عندما تتطور البكتيريا لتصبح مقاومة للأدوية، مما يجعل العدوى أكثر خطورة، لذلك من المهم جداً معرفة الطريقة الصحيحة لتناول الصادات الحيوية، والالتزام بتعليمات الطبيب لضمان أفضل النتائج.
د.ميس الحوراني
أخصائية بأمراض أذن أنف حنجرة وجراحة الرأس والعنق