المقالات

الزرع السني: كيف تختار الوقت الأنسب لنجاح العلاج

الزرع السني: كيف تختار الوقت الأنسب لنجاح العلاج

يُعد فقدان الأسنان مشكلة شائعة قد تنعكس سلباً على النطق والمضغ والصحة العامة للفم، إضافة إلى تأثيرها على المظهر الجمالي وثقة المريض بنفسه. وقد طوّرت زراعة الأسنان الحديثة حلولاً متقدمة تمنح تعويضاً ثابتاً يشبه الأسنان الطبيعية من حيث الشكل والوظيفة، ولكن نجاح هذا الإجراء يعتمد بشكل كبير على توقيت الزرع ودقة التخطيط العلاجي، ما يجعل فهم مراحله ومزاياه خطوة أساسية لكل من الطبيب والمريض على حد سواء.

مزايا الزرع السني

  • يمنح ثباتاً عالياً دون الحاجة إلى أطقم متحركة.
  • يحافظ على العظم السنخي ويمنع امتصاصه بفضل التحفيز الوظيفي المستمر.
  • لا يتطلب تحضير الأسنان المجاورة كما في الجسور التقليدية.
  • معدل نجاح مرتفع يستمر لسنوات طويلة عند توافر الشروط المثالية.
  • يحسّن القدرة على النطق والمضغ، ويعزز ثقة المريض وجودة حياته الاجتماعية.
     

سلبيات التأخر في إجراء الزرع

  • التأخر بعد فقدان الأسنان قد يؤدي إلى تعقيد العلاج وزيادة كلفته.
  • امتصاص تدريجي للعظم السنخي، مما يقلل كمية العظم المتاحة للزرع.
  • الحاجة المحتملة إلى عمليات إضافية مثل التطعيم العظمي أو رفع الجيب الفكي.
  • تغيّرات في الإطباق وميلان الأسنان المجاورة نحو الفراغ.
  • تأثير سلبي على النطق والمضغ، وزيادة الحمل على الأسنان الباقية، واحتمال حدوث مشاكل في المفصل الفكي الصدغي.
     

توقيت الزرع السني
يعد توقيت الزرع عاملاً محورياً في نجاح العلاج، ويمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل رئيسية:

  1. الزرع الفوري: يتطلب شروطاً دقيقة، حيث يوضع مباشرة بعد قلع السن، ويساهم في الحفاظ على العظم السنخي وتقليل زمن العلاج، كما يحقق نتائج جمالية أفضل.
  2. الزرع المبكر: خيار شائع لتحقيق توازن بين الاستقرار والنتائج الجمالية، يُجرى عادة بعد 6–8 أسابيع من القلع، حيث يسمح بالتئام النسج الرخوة جزئياً مع المحافظة على حجم العظم.
  3. الزرع المتأخر: يتم بعد مرور عدة أشهر أو سنوات على القلع، يترافق غالباً مع امتصاص عظمي بدرجات مختلفة، وقد يستلزم إجراءات تكميلية مثل التطعيم العظمي أو رفع الجيب الفكي.
     

كيف يتم اختيار التوقيت المناسب؟
يعتمد القرار على تقييم سريري وشعاعي دقيق يأخذ بعين الاعتبار الحالة العظمية واللثوية، الحاجة الجمالية، والحالة الصحية العامة للمريض. وغالباً ما يمنح التعجيل بالزرع نتائج أفضل من الناحية الوظيفية والجمالية، بينما يزيد التأخر من صعوبة الإجراء ومدة العلاج.

ختاماً: 
لا يعتبر الزرع السني المبكر خياراً تجميلياً فقط، بل يُعد تدخلاً وقائياً يحافظ على صحة الفم والوجه على المدى الطويل. أما التأخر في اتخاذ القرار فيجعل رحلة العلاج أكثر صعوبة، ويرفع من التكاليف ويزيد الحاجة لإجراءات إضافية، فضلاً عن التأثيرات السلبية الوظيفية والجمالية والنفسية.

الدكتور إياد السيد 
دكتوراه في أمراض اللثة وجراحتها وزراعة الأسنان