المقالات
الألم العضلي الليفي: مرض شائع لا تكشفه التحاليل
قد يشعر البعض بآلام متفرقة في الجسم بين الحين والآخر، لكن هناك من يعيش مع ألم مستمر ومرهق يصعب تفسيره، حتى بعد الفحوصات الطبية، أحد هذه الحالات هو الألم العضلي الليفي أو ما يعرف بـ الفيبروميالجيا، وهو اضطراب مزمن يؤثر على العضلات والمفاصل ويصاحبه إرهاق واضطرابات في النوم والمزاج، مما ينعكس على جودة الحياة بشكل كبير.
ما هو الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)؟
حالة مزمنة تتميز بآلام واسعة الانتشار في العضلات والأنسجة الرخوة، مع زيادة غير طبيعية في استجابة الجسم للألم. يعتقد الباحثون أن السبب يعود إلى خلل في طريقة معالجة الدماغ والحبل الشوكي للإشارات العصبية، بحيث تصبح الإشارات المؤلمة أكثر حدة من الطبيعي.
أعراض الفيبروميالجيا
- ألم منتشر: يستمر أكثر من 3 أشهر ويصيب مناطق متعددة من الجسم، سواء في النصف العلوي أو السفلي.
- إرهاق دائم: حتى بعد النوم لساعات كافية، يستيقظ المريض دون شعور بالراحة.
- اضطرابات النوم: صعوبة في النوم العميق أو الاستيقاظ المتكرر بسبب الألم.
- صعوبات التركيز: حيث يجد المريض صعوبة في التركيز أو التذكر.
- أعراض إضافية: مثل تيبس العضلات صباحاً، وزيادة الحساسية للألم أو اللمس.
أسباب وعوامل الخطر
لم يُعرف سبب واضح للإصابة بالفيبروميالجيا، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوثه، مثل:
- وجود تاريخ عائلي للمرض
- التعرض لصدمات جسدية أو نفسية قوية.
- الإصابة بأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل كونه أكثر شيوعاً بين النساء.
المضاعفات المحتملة
يمكن أن يؤدي استمرار الألم وقلة النوم إلى القلق والاكتئاب، ويؤثران سلباً على العمل والحياة الاجتماعية، خاصة إذا لم يتم التعامل مع الأعراض بطريقة صحيحة.
طرق العلاج والسيطرة على الأعراض
لا يوجد علاج نهائي للفيبروميالجيا، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة من خلال:
- الأدوية: مسكنات الألم، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مضادات الاكتئاب (مثل دولوكستين)، أدوية مهدئة للأعصاب (مثل غابابنتين).
- العلاجات غير الدوائية: ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام مثل المشي أو السباحة.
- اتباع نظام غذائي صحي والحد من الكافيين.
- تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
ختاماً
الفيبروميالجيا ليست مجرد آلام عابرة، بل حالة تحتاج إلى فهم ودعم من المحيطين بالمريض. الوعي بالمرض وخيارات العلاج المتاحة يساعد على تقليل تأثيره، وتمكين المريض من التعايش معه بأفضل شكل ممكن.
الدكتورة إيمان شعرواي
اختصاصية في أمراض المفاصل والروماتيزم
