المقالات

خبئ سجلك الطبي ليومك الأسود

خبئ سجلك الطبي ليومك الأسود

هل احتجت يوماً أن تتواصل عن بعد مع طبيب، ولم يكن بحوزتك سجلك الطبي لدى طبيبك القديم؟ كم عدد المرات التي أضعت بها الوصفة الورقية وهو ما اضطرك لمراجعة الطبيب مرة ثانية للحصول على أسماء الأدوية التي وصفها لك؟ كم مرة تمنيت لو تستطيع الاحتفاظ بسجلك الطبي كاملاً بسهولة ويسر واستخدامه في أي وقت ومن أي مكان تشاء؟ 

أهمية السجل الطبي للمريض 
السجل الطبي هو مجموع المعلومات المتعلقة بالمريض: تاريخه المرضي والإجراءات الطبية والعلاجية والتشخيصية التي خضع لها، بياناته الشخصية، تاريخه العائلي، التداخلات الدوائية، التفاعلات التحسسية، التحاليل المخبرية، صور الأشعة والوصفات الدوائية.
وتعتبر هذه البيانات كتلة واحدة متناسقة، وهي شديدة الأهمية في مجال الرعاية الصحية، لأنها تمكن الأطباء من تشخيص حالة المريض بدقة، وضمان عدم حصول تداخلات أو أخطاء قد تؤثر سلبا على سيرورة علاجه، وأي نقص فيها مهما كان بسيطاً قد يؤدي لمشاكل في التشخيص والعلاج، وهو ما يستوجب الاحتفاظ بها كاملة للرجوع إليها عند الحاجة.

أهمية السجل الطبي للطبيب
يعتبر السجل الطبي للمريض الأساس الذي يستند إليه الطبيب لإجراء تشخيص دقيق للمريض بنسبة خطأ منخفضة، خصوصاً إن كان المريض قد راجع سابقاً أكثر من طبيب، وقام بإجراء التحاليل والصور الشعاعية، فوجودها بين يدي الطبيب الجديد يختصر الوقت والجهد عليه وعلى المريض، ولن يحتاج حينها أن يطلب منه إعادة هذه التحاليل. 
السجل الطبي هو نقطة الارتكاز التي يرتكز عليها الطبيب ليعرف خطط العلاج السابقة وأي الطرق يسلك لعلاج المريض، وما هي الإجراءات التي تحسن فرصة شفاء المريض وتلك التي لا تفيده، وكلما كانت تفاصيل السجل الطبي أشمل وأكثر دقة، كلما كانت رحلة العلاج أكثر جودة.

لا أستطيع الاحتفاظ بسجلي الطبي!
يشتكي الكثير من المرضى من صعوبة الاحتفاظ بكل الأوراق المتعلقة بسجلهم الطبي، فبعضهم يضيع هذه الأوراق، وبعضهم يقوم بإتلافها بعد انتهاء رحلة العلاج ظنا منهم أنها غير ذي قيمة، وآخرون يعتمدون على زيارة الطبيب مرة أخرى لاسترجاع تاريخهم الطبي، في حين يظن البعض أن رؤية طبيب جديد تعني إعادة بدء رحلة العلاج من الصفر، لئلا يعيد الطبيب الجديد أخطاء الطبيب القديم في حال وجودها. 
لكن! للأطباء رأي آخر في ذلك، فكل تفصيل في تاريخ المريض الطبي والعائلي مهم بالنسبة للطبيب، وقد يشكل علامة فارقة في طريقة العلاج، وما لا يراه المريض ذي قيمة، قد يكون بالنسبة للطبيب بالغ الأهمية. 

خبئ سجلك الطبي ليومك الأسود
تخيل نفسك تمسك بمصباح وأنت تسير في شارع مظلم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعندما عاد التيار الكهربائي وأصبح الطريق مناراً، رميت بمصباحك وأكملت السير قدماً، لينقطع التيار الكهربائي مرة أخرى في منتصف رحلتك، تمد يدك إلى جيبك لتخرج المصباح فلا تجده، ولا تستطيع العودة للوراء لاستعادته!
هذا هو حالك إن لم تحتفظ بسجلك الطبي كاملاً دون نقصان، واحتجته مرة أخرى ولم تجده، حينها قد تحتاج وقتاً أطول للعلاج، وتضطر لإعادة بعض الإجراءات العلاجية التي قمت بها سابقاً، وقد تتسبب بخطر على صحتك دون أن تدري، خصوصاً إن كنت تعاني من تفاعلات تحسسية اتجاه بعض الأدوية أو من أمراض مزمنة موجودة في تاريخ عائلتك المرضي، أو قمت بإجراء عملية جراحية ولم تخبر الطبيب بذلك. 

مركز دمر الطبي.. سجلك الطبي في أمان
أطلق مركز دمر الطبي عام 2022 تطبيق ميديكا، حيث يتمكن المريض من خلاله من حفظ زيارته وتشخيص الأطباء والوصفات الطبية ونتائج المخبر والأشعة، بحيث يمكنه العودة إلى هذه المعلومات متى أراد ذلك. ومع تحديث المركز لموقعه الإلكتروني الرسمي، بات يمكن للمريض الاطلاع على ملفه الطبي في الوقت الذي يناسبه، الأمر الذي أسهم بتنظيم وتخزين المعلومات الطبية للمرضى بشكل آمن ومأمون، كما سهل عملية مشاركة مرضى مركز دمر الطبي هذه المعلومات مع الأطباء والممرضين، وبالتالي تحسين إدارة صحتهم بشكل عام.

ختاماً.. 
يشهد القطاع الطبي تطوراً تكنولوجياً متسارعاً في كافة مجالاته، ويوماً بعد يوم تحاول مؤسسات الرعاية الصحية إيجاد حلول توفر على المريض الجهد لجهة الاحتفاظ بسجله الطبي، وفي نفس الوقت تتيح لها أتمتة المعلومات الطبية الخاصة بالمريض للعودة إليها كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وهو ما يخلق لديك فرصة للاستفادة من هذا التطور التكنولوجي وتوظيفه لحفظ سجلك الطبي دون أن تخاف ضياع وصفة طبية أو صورة إشعاعية أو نسيان تشخيص الطبيب.