المقالات
تقويم الأسنان عند البالغين: الخيارات العلاجية المتاحة
جرّب أن تدقق النظر في ابتسامات زملائك في الدراسة أو العمل؛ وستجد أن عدداً لا بأس به منهم قد وضعوا على أسنانهم ما يعرف بالحاصرات - تلك الأجهزة المعدنية الصغيرة - من أجل نزعها لاحقاً والحصول على ابتسامة أجمل. هذا ما يعرف اصطلاحاً بتقويم الأسنان عند البالغين. ومع تطور العلم وظهور تقنيات علاجية جديدة توسعت خيارات المعالجة التقويمية وأصبحت متاحة لمختلف الحالات العمرية.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على أسباب زيادة الإقبال على تقويم الأسنان بين البالغين، وأبرز التحديات التي يواجهونها، ونستعرض أهم الخيارات العلاجية المتوفرة.
لماذا يلجأ البالغون إلى تقويم الأسنان؟
تشير الدراسات إلى أن نتائج العلاج التقويمي عند البالغين تكون ممتازة، شرط وجود تخطيط دقيق لها من قبل الأخصائي والتزام بالتعليمات من قبل المريض، ومتابعة موعيده بشكل منتظم، وتتنوع أسباب التي تدفع البالغين لطلب العلاج التقويمي، منها:
- أسباب جمالية: مثل تحسين مظهر الابتسامة وزيادة الثقة بالنفس.
- مشكلات وظيفية: كصعوبة المضغ أو صعوبة التنفس.
- أسباب صحية: يؤدي تراكم بقايا الطعام بين الأسنان المزدحمة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان، مما يتطلب التدخل لحل هذه المشكلة.
- استكمال علاجات أخرى: بعض الإجراءات مثل زراعة الأسنان أو الترميمات التجميلية أو حالات إعادة تأهيل كامل الفم تتطلب إعادة تموضع الأسنان ضمن قواعدها العظمية لضمان نجاح المعالجات.
ما هي التحديات الخاصة بتقويم الأسنان لدى البالغين؟
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض التحديات المرتبطة بهكذا نوع من المعالجات:
- اكتمال النمو: لا يمكن القيام في هذه الحالة بالمعالجات المعدلة لنمو الفكين كتوسيع الفك العلوي أو تقديم الفك السفلي، ما قد يتطلب تدخلاً جراحياً مكملاً للمعالجة التقويمية.
- أمراض اللثة: يعتبر البالغون أكثر عرضةً لأمراض النسج الداعمة المحيطة بالسن، مما يتطلب متابعةً دقيقةً لحالة المريض بين أخصائي التقويم وأخصائي اللثة.
- وجود تركيبات أو تيجان سابقة: والتي قد تعيق بعض الحركات التقويمية والتصاق بعض أجزاء الجهاز التقويمي عليها.
ما هي الخيارات العلاجية المتاحة لتقويم الأسنان عند البالغين؟
لحسن الحظ، أتاح تطور الأجهزة والتقنيات ظهور خيارات متعددة تتناسب مع متطلبات البالغين من حيث الفاعلية والمظهر:
- التقويم المعدني التقليدي: أكثر أشكال التقويم شيوعاً وفاعلية، وعلى الرغم من التكلفة المقبولة له وفعاليته الكبيرة، إلا أن عيبه يكمن في الناحية التجميلية حيث أن هذا النوع من التقويم يكون ظاهراً بشكل واضح.
- التقويم الخزفي: تعمل هذه الأجهزة بطريقة مشابهة للتقويم المعدني، لكن بشكل يحاكي لون السن كي تكون أقل وضوحاً. كما تعتبر أكثر هشاشة و قابلية للكسر وأعلى تكلفة من الأجهزة التقليدية.
- التقويم اللساني: يثبت على السطح الداخلي للأسنان من الناحية المقابلة للسان المريض، ما يجعله غير مرئي أو ظاهر أثناء تكلم وتبسّم المريض، وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تعطي جمالية عالية، إلا أنها غير مريحة بالبداية وصعبة التنظيف وباهظة الكلفة.
- التقويم الشفاف:يتكوّن من سلسلة من القوالب الشفافة المصنوعة خصيصاً لكل مريض وتقوم عند ارتداءها بتحريك الأسنان بشكل تدريجي نحو الوضعية النهائية المخطط لها رقمياً. فهو من الناحية التجميلية متفوق عن باقي الأجهزة لجهة أنه شفاف وقابل للإزالة أثناء تناول الطعام والشراب، وبالمقابل؛ يتطلب هذا النوع من الأجهزة التزاماً كبيراً و تحمل تكلفته المرتفعة، إضافة إلى محدودية معالجة الحالات المعقدة به وحده دون مشاركته مع أجهزة إضافية.
ختاماً:
يُعد تقويم الأسنان خياراً فعالاً وآمناً للبالغين الذين يسعون إلى تحسين صحة الفم ومظهر الابتسامة لديهم. وتتوفّر اليوم تقنيات متنوعة تلائم مختلف الحالات والتفضيلات، مما يتيح تحقيق نتائج ممتازة حتى في المراحل المتقدمة من العمر. ويبقى العامل الأهم هو التقييم الدقيق للحالة من قبل أخصائي التقويم، والتعاون مع المريض للوصول إلى النتيجة المرجوة.
الدكتور إياد التوتنجي
اختصايي تقويم الأسنان والفكين
