المقالات

العودة للمدارس.. إجراءات صحية ونفسية لا بد منها

العودة للمدارس.. إجراءات صحية ونفسية لا بد منها

مع اقتراب بدء العام الدراسي يتحضر الأهالي لإرسال أطفالهم إلى المدارس، ابتداء بتجهيز احتياجاتهم الدراسية وتهيئتهم نفسياً للانتقال من فترة العطلة الطويلة إلى العودة للمدارس، والأهم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الصحية للحفاظ على صحة الأطفال خلال العام الدراسي بما ينعكس إيجاباً على إنجازات الطفل الدراسية.

تهيئة الطفل نفسيّأً
تعتبر فترة العودة للمدارس تحدّياً يواجه الأهالي لجهة علاج القلق الذي يصيب أطفالهم خلال هذه الفترة، وهنا تبرز أهمية التحدث مع الأطفال وتشجيعهم على التعبير عن مخاوفهم، والحديث عن إيجابيات العودة للمدارس كلقائهم بأصدقائهم القدامى من جديد، ومن الضروري جدا أن يعلم الطفل أن والديه يشعران بقلقه ويتفهمان قلقه على أنه حق مشروع وطبيعي له. 
وفي حال كان العام الجديد هو العام الدراسي الأول للطفل، يمكن للأهالي اصطحابه إلى المدرسة الجديدة وتعريفه بقاعته الدراسية وموقع المدرسة، وهو ما يخفف كثيراً من قلق الطفل ويخلق لديه ألفة مع المدرسة الجديدة. 

الاستيقاظ الباكر..
يعتاد الأطفال خلال العطلة الصيفية على الاستيقاظ في أوقات غير منتظمة، وهو ما يجعل الاستيقاظ باكراً عند العودة للمدارس أمراً مزعجاً بالنسبة للأطفال، ولتفادي ذلك يجب على الأهالي تعويد أطفالهم على النوم والاستيقاظ باكراً قبل بداية المدرسة بأسبوع، وإجراء مناقشات لطيفة دائمة مع الأطفال عن أهمية الاستيقاظ الباكر ليكون مع الطفل مجال طويل للدراسة واللعب وقضاء أوقات ممتعة، وهو ما يخفف من درجة التذمر لدى الأطفال من الاستيقاظ الباكر. 
كما يجب تقليل استخدام الأطفال للأجهزة الذكية لتمكين الأطفال من النوم بعمق، ومنع استخدامها قبل ساعة على الأقل من موعد نوم الطفل، لأن هذه الأجهزة تبعث الضوء الأزرق الذي يمنع إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون طبيعي يتم إطلاقه في المساء والذي يتحكم في دورة النوم والاستيقاظ، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بألا تزيد مدة تعرض الأطفال لشاشات الأجهزة الذكية عن ساعتين في اليوم. 

استكمال اللقاحات اللازمة للطفل.. 
تشير بيانات منظمة اليونسيف إلى أن لقاحات الحصبة وحدها حالت دون وقوع أكثر من 21 مليون حالة وفاة بين عامي 2000 و 2017، وبالتالي يساهم حصول الطفل على اللقاحات اللازمة في حمايته من العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب الوفاة خصوصاً لدى الأطفال الصغار الذين لا يزال جهاز المناعة لديهم قيد التطور. 
وهنا يجب التأكد قبل العودة للمدارس من حصول الطفل على كامل اللقاحات المناسبة لمرحلته العمرية، ما يزيد من قدرته المناعية على مقاومة الأمراض شديدة العدوى التي من الممكن أن تنتشر في المدارس كالحصبة وغيرها.

الحقيبة المدرسية ..
تعتبر الحقيبة المدرسية رفيق الطفل اليومي في رحلته إلى المدرسة وعودته منها، ولا بد من أن تكون هذه الحقيبة مريحة ولا تسبب مشاكل للطفل كآلام في العمود الفقري، وإليكم مجموعة من النصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للطفل : 

  • وضع الأدوات الثقيلة بالقرب من منتصف الظهر، وضبط وضعية الحقيبة ليكون جزؤها السفلي عند خصر الطفل.
  • يجب ألا تزن حقيبة الظهر أكثر من 10٪ إلى 20٪ من وزن جسم الطفل.
  • التأكيد على الطفل بضرورة استخدام حزامي الكتف؛ لأن حمل حقيبة الظهر على كتف واحد يؤدي إلى إجهاد العضلات.
  • أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن ومصنوعة من نسيج لا يمتص الماء، وتحتوي على جيب عديدة تتيح تنسيق الأدوات داخلها. 
  • الحرص على غسل الحقيبة بشكل منتظم والتأكد الدائم من نظافتها.
     

نظام غذائي صحي.. 
أوضحت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن معدلات البدانة لدى الأطفال والمراهقين ارتفعت 10 أضعاف على مستوى العالم، حيث توصلت الدراسة إلى أن عدد البدناء من الأطفال ارتفع من ستة ملايين إلى 47 مليونا خلال الفترة من عام 1975 وحتى عام 2016. وظهر الاتجاه نفسه لدى الفتيات إذ ارتفعت أعداد البدينات منهن من خمسة ملايين إلى خمسين مليونا.
وفي موسم العودة للمدارس تبرز مجموعة من التحديات التي قد تواجه الأهالي لجهة المحافظة على النظام الغذائي الصحي لأطفالهم، حيث تزداد رغبة الأطفال بتناول الأطعمة غير الصحية والغنية بالسعرات الحرارية ومنخفضة القيمة الغذائية خارج المنزل، حيث تعتبر هذه الأغذية المسبب الرئيسي للبدانة عند الأطفال؛ لذلك من الضروري اتباع نظام غذائي صحي يلبي احتياجات ورغبات الطفل على حد سواء، والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة.

ومن النصائح التي يجب اتباعها لتوفير نظام غذائي صحي للطفل خلال فترة المدرسة:

  • الاهتمام بوجبة الفطور بشكل رئيسي لدروها الكبير في تغذية الطفل وتحسين تركيزه وتمده بالطاقة اللازمة لمواصلة يومه.
  • الحرص على اصطحاب الطفل لوجبة خفيفة صحية لتناولها خلال فترة البقاء في لمدرسة، بحيث تحتوي هذه الوجبة على الخضار والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • يحتوي كل مشروب غازي سعة 12 أونصة على حوالي 10 ملاعق صغيرة من السكر و 150 سعرة حرارية، ويزيد  شرب علبة واحدة يوميا يزيد من خطر إصابة الطفل بالسمنة بنسبة 60٪، لذلك يجب التأكد من عدم تناول الأطفال لهذه المشروبات في المدرسة.
  • التقليل من كمية الحلويات والأطعمة المقلية المقدمة للطفل.
  • التأكد من حصول الطفل على حاجته اليومية من المياه.. 
     

أغذية تزيد التركيز.. 
تعمل العديد من الأطعمة على زيادة تركيز الأطفال خلال فترة الدراسة وتحسين أداء الدماغ، ويجب الحرص على تواجد هذه الأطعمة في النظام الغذائي للطفل عند العودة للمدارس، ومن هذه الأطعمة:

  • منتجات الحبوب الكاملة مثل: الكينوا، حبوب الدخن، البرغل .. 
  • أحماض الأوميغا 3 الموجودة في منتجات الأسماك والخضار الورقية والمكسرات..
  • مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضار الداكنة والشوكولاه المرة.. 
  • فيتامينات B التي يمكن الحصول عليها من خلال تناول السبانخ والبروكلي والبقوليات.. 
  • البروتينات الموجودة في البيض ولحم الدجاج والبقوليات. 
     

النظافة المدرسية.. 
كثرت في الآونة الأخيرة الأمراض التي تنتقل بين طلاب المدارس بسبب عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، خصوصاً أن الجهاز المناعي للأطفال مازال في طور النمو، وبالتالي لم تكتمل وسائله الدفاعية التي تمكنه من حماية الطفل من العدوى، وهنا يجب على الأهالي والكادر التعليمي على حد سواء غرس عادات النظافة الشخصية في أذهان الأطفال، والتي يأتي في مقدمتها : غسل اليدين قبل وبعد الانتهاء من الطعام، وبعد استعمال الحمامات المدرسية. 
إضافة إلى ضرورة أن تتواجد في حقيبة الطفل المدرسية علبة معقم وتعويده على استخدامها بشكل مستمر، بما يسهم في حمايته من الإصابة بعدوى العديد من الأمراض.