المقالات
دليل الأبوين للتعامل مع التظاهرات الجلدية عند المواليد الجدد
تعتبر لحظة قدوم مولود جديد إلى الحياة من أجمل اللحظات التي يعيشها الأبوان، ومع الأيام الأولى من حياة المولود، تبدأ سلسلة من التساؤلات لدى الأبوين حول حالته الصحية، وتعتبر التظاهرات الجلدية من أكثر التساؤلات شيوعاً خلال الأسبوع الأول من الولادة. في هذا المقال، نقدم وصفاً طبياً للحالات الجلدية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال حديثي الولادة، ونناقش أسبابها وكيفية التعامل معها، بما يخفف من قلق الأبوين ويعزز من قدرتهم على العناية بمولودهم الجديد.
- التقشر أو التوسف (desquamation):
أي تساقط بشرة المولود حديثاْ خاصة في حال الولادة بعد نهاية الشهر التاسع من الحمل، حيث تشاهد تلك القشور البشروية خلال الأيام الأولى من الولادة بشكل طبيعي وتعالج بالزيوت المعدنية أو الفازلين لتليين قشرة الجلد المتوسف.
- قبعة المهد (Cradle cap):
طفح جلدي شائع إلى حد ما يشكل قشرة دهنية على فروة رأس الأطفال حديثي الولادة والأطفال الأكبر سناً قليلاً، ويحدث هذا عندما يتراكم الدهن (مادة زيتية تنتجها الغدد الموجودة في الجلد) مما يتسبب في تكتل الخلايا معاً. قد يكون الطفح الجلدي موضعياً في فروة الرأس فقط أو يمتد إلى الرقبة أو تحت الإبطين وخلف الأذنين.
- الحمامى السُمّية (Erythema toxicum neonatorum):
تبدأ بالظهور خلال ثلاثة إلى خمسة أيام بعد الولادة على شكل نقاط حمراء صغيرة تنتشر على الصدر والظهر والوجه والذراعين. وهذا رد فعل طبيعي في جلد الطفل، ويختفي مع مرور الوقت دون علاج.
- الدخينات (milia):
حبيبات بيضاء لؤلؤية صغيرة تظهر على جبين المولود الجديد وخدوده وأنفه خلال الأسبوعين الأولين من الحياة، نتيجة تراكم مواد دهنية تحت البشرة لتشكل كيسات صغيرة ناعمة. يجدر بالذكر أنها قد تشاهد على اللثة مما يوحي للأبوين بشكل خاطئ بأنها بداية بزوغ سن لبني مبكر، وعادة ما تختفي بشكل طبيعي خلال أسابيع.
- الطفح الشبيه بالدخن (Miliaria):
أو ما يسمى بالعامية طفح الحرارة، ناتج عن انسداد الغدد العرقية (وليس الدهنية)، مما يؤدي الى تراكم العرق بشكل كيسات صغيرة تحتوي سائلاً رائقاً أو حليبياً، تنتشر على الظهر والصدر وداخل الساعدين والرقبة، حيث يساعد على ظهورها ارتفاع حرارة المناخ أو فرط اللباس للمولود حديثاً، ولا تحتاج معالجة إذ يختفي الطفح من تلقاء نفسه.
- حب شباب الطفل الوليد (neonatal acne):
يظهر بشكل رئيسي على الأنف والجبهة ويبدو مثل بثور حب الشباب (الرؤوس السوداء)، وينجم عن وصول جزء من هرمونات الأم للجنين، وتعتبر حالة آمنة لا تحتاج معالجة دوائية مثل باقي الطفوح السابقة.

- الاندفاع الميلانيني العابر (Transient pustular melanosis):
يظهر عند الولادة على شكل نتوءات صغيرة على رقبة الطفل أو صدره أو ظهره أو مؤخرته، خاصة لدى الأطفال ذوي البشرة الداكنة، وتختفي من تلقاء نفسها، لكن في بعض الأحيان تترك نمشات صغيرة داكنة اللون تحتها تختفي هي الأخرى مع مرور الأيام.
ختاماً
تعتبر التظاهرات الجلدية التي قد تظهر على الأطفال حديثي الولادة جزءاً طبيعياً من عملية التكيف مع الحياة خارج الرحم، وعلى الرغم من أن هذه الحالات قد تثير قلق الأبوين، إلا أن معظمها لا يتطلب علاجاً طبياً، بل يمكن التعامل معها بطرق بسيطة وآمنة، وعلى الأبوين أن يتذكرا دائماً بأن العناية بمولودهم الجديد تتطلب الصبر والمعرفة، واستشارة الطبيب في حال وجود أي مخاوف أو استفسارات لديهم.
الدكتور معروف موصللي
دراسات عليا في طب الأطفال
