المقالات
تبدلات لون الغائط: متى يحتاج الطفل للتدخل الإسعافي؟
يمثّل الغائط عند الأطفال، خاصة الرضّع، مؤشراً يومياً يراقبه الأهل بعناية، سواء من حيث لونه أو قوامه أو رائحته. وقد تثير بعض التغيرات فيه قلق الوالدين، خصوصاً إن بدت مفاجئة أو غير مألوفة. ومع أن معظم هذه التبدلات طبيعية ومرتبطة بنمط الغذاء أو التطور العمري، إلا أن بعضها قد يكون دليلاً على حالة مرضية تستدعي التدخل الطبي، وأحيانًا الإسعافي. في هذا المقال نسلّط الضوء على الفروق بين التبدلات الطبيعية لنبرز أهم العلامات التي تستدعي الانتباه أو التوجه للطبيب.
الغائط الطبيعي عند الأطفال الرضّع
عادةً ما يكون لون الغائط لدى الأطفال الذين يعتمدون على الإرضاع الوالدي فقط أصفر خردلي، بقوام ليّن ومحتوٍ أحيانًا على بقع أو بذور صغيرة، وهذه التبدلات تختلف من طفل إلى آخر حسب العمر، نوع الغذاء، وتوقيت الرضعة. كل هذه الصفات تُعد ضمن الحدود الطبيعية ولا تستدعي القلق.
التبدلات المرتبطة بالغذاء أو الأدوية
مع تقدّم الطفل في العمر أو بدء إدخال الأغذية الصلبة، تتغير مكونات الغائط بشكل طبيعي. كذلك، فإن استخدام بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية أو مكملات الحديد، قد يؤدي إلى تغيّر في لونه أو رائحته أو حتى قوامه. تبقى هذه التغيرات في الغالب عابرة وتزول بزوال العامل المسبب دون الحاجة لأي تدخل طبي.
علامات قد تشير إلى حالة مرضية
- الغائط الملون اللماع المخاطي: غالباً ما يشير لحالة التهابية بالأمعاء وتتطلب استشارة طبية غير اسعافية إلا في حال ترافقت مع إقياء معند أو كمية غائط كبيرة جدا تسببت بوهن وتجفاف بالفم وقلة تبول.
- الغائط الشاحب أو الفاتح جداً: قد يكون بسبب انتان معوي فيروسي ولكن قد يتلو الإصابات الكبدية خاصة إذا ترافق مع اصفرار بالعينين.
- الغائط الدسم: حيث تطفو قطرات الدسم على سطح الماء وعادة كريه الرائحة وهو علامة على سوء هضم أو سوء امتصاص.
- الغائط المدمى: ويكون بشكل خيوط دم حمراء فاتحة تشاهد لدى الأطفال المصابين بالإمساك الشديد وهي حالة غير اسعافية أما الغائط المترافق مع خروج دم أحمر كبير الكمية فعادة ما يشاهد في التهاب الأمعاء الجرثومي الشديد (يترافق مع حرارة شديدة وسوء حالة عامة) أو يشاهد في التهاب الأمعاء التحسسي والمناعي. تبقى الحالة الاسعافية (انغلاف الأمعاء) والتي تترافق مع ألم بطني وهياج وشحوب وخروج هلامي مدمى.
متى يجب طلب الاستشارة الطبية؟
رغم أن معظم التبدلات في مواصفات الغائط عند الأطفال تكون ذات منشأ غذائي أو عابر، تبقى استشارة الطبيب ضرورية في حال ظهور أي من الأعراض التالية:
- تجفاف واضح (جفاف الفم، قلة التبول، خمول).
- وجود دم بكميات كبيرة في الغائط.
- استمرار التبدلات غير الطبيعية لأكثر من يومين دون سبب واضح.
- ترافق الأعراض مع حرارة عالية أو تراجع في النشاط العام.
الخاتمة
يبقى الغائط عند الأطفال مرآة لحالتهم الصحية، وتتبع تبدلاته يساعد الأهل على ملاحظة أي خلل باكراً. وبينما يُعتبر معظم ما يلاحظ من تغيرات طبيعياً أو مؤقتاً، يجب عدم التردد في طلب الاستشارة الطبية عند وجود أي علامة غير مطمئنة. فصحة الطفل تبدأ من المراقبة الواعية، والفهم الصحيح لما هو طبيعي وما يستوجب القلق هو مفتاح الطمأنينة والتعامل السليم.
الدكتور معروف موصللي
دراسات عليا في طب الأطفال
