المقالات
طرق حديثة لعلاج الحصيات.. أيها الأنسب لحالتك؟
تعد الحصيات البولية أحد اضطرابات الجهاز البولي التي تؤثر على جودة الحياة بسبب الألم الشديد الذي قد تسببه والمضاعفات المحتملة إذا لم تُعالج بشكل مناسب. في هذا المقال، نسلط الضوء على أسباب الحصيات البولية، الأعراض، العلامات التي تدل عليها، أحدث أساليب العلاج، والطرق الوقائية الفعالة، بالإضافة إلى تكذيب بعض الخرافات الشائعة حول هذه الحالة المرضية.
أسباب تشكّل الحصيات
تتكون الحصيات نتيجة تبلور الأملاح والمعادن داخل الكلية أو الحالب أو المثانة عندما يصبح البول مركزاً جداً أو حمضياً أكثر من اللازم. وأكثر أنواع الحصيات شيوعاً:
- حصيات أوكسالات الكالسيوم: 70–80%
- حصيات حمض البول: 5–10%
- حصيات فوسفات الكالسيوم: 5–10%
- حصيات السيستين أو الستروفيت: نادرة الحدوث
العوامل المهيّئة
تشير الدراسات إلى أن حوالي 10–12% من الرجال و5–7% من النساء يصابون بالحصيات البولية في مرحلة ما من حياتهم. وتبلغ نسبة النكس خلال خمس سنوات نحو 40–50%. يزداد انتشار الحصيات في الدول ذات المناخ الحار والجاف، ويُلاحظ ارتفاع الحالات خلال فصل الصيف بنسبة تقارب 20% بسبب فقد السوائل بالتعرّق.
وتوجد عدة عوامل تزيد من خطر تكوّن الحصيات، منها:
- قلة شرب الماء (أقل من 1.5 لتر يومياً)
- الحمية الغنية بالبروتين الحيواني أو الملح
- فرط الكالسيوم أو حمض البول في البول
- الانتانات البولية المتكررة، التي تُسهم في 15–20% من الحالات
- الاستعداد الوراثي واضطرابات استقلابية مثل فرط الأوكسالات
الأعراض والعلامات
تختلف أعراض الحصيات بحسب حجمها وموقعها، وأكثرها شيوعاً:
- مغص كلوي شديد: في الخاصرة ويمتد إلى المغبن أو الأعضاء التناسلية، ويُعد من أشد أنواع الألم طبياً
- بيلة دموية: تظهر في أكثر من 80% من الحالات
- غثيان وإقياء
- حرقة أو عسرة تبول
- تكرار التبول أو انقطاعه: في حال الحصاة المثانية
- قد تبقى الحصاة صامتة في نحو 10–15% من المرضى وتُكتشف صدفة أثناء التصوير بالأشعة أو الإيكو.
العلاج
يعتمد العلاج على حجم الحصاة ومكانها وتركيبها:
- الحصيات الصغيرة (<5 مم): تمر تلقائياً في 70–80% من الحالات مع الإكثار من السوائل واستخدام موسعات الحالب مثل التامسولوسين
- الحصيات المتوسطة (5–10 مم): غالباً تحتاج إلى تفتيت بالموجات الصادمة (ESWL) بنسبة نجاح تتجاوز 85%
- الحصيات الكبيرة (>2 سم): تُعالج غالباً بتنظير الكلية عبر الجلد (PCNL) أو بالتفتيت بالليزر عبر الحالب
- العلاج الوقائي: معالجة السبب الأساسي ومراقبة البول لتجنب النكس
الوقاية
الوقاية هي الطريقة الأكثر فعالية لتجنب الحصيات، وتشمل:
- شرب 2.5–3 لترات من الماء يومياً لزيادة إدرار البول فوق 2 لتر
- تقليل الملح والبروتين الحيواني بنسبة 30–40%
- الإكثار من الحمضيات والفواكه الغنية بالسيترات مثل عصير الليمون والبرتقال
- التحكم في وزن الجسم وضغط الدم، فالسمنة تزيد خطر الحصيات بمقدار 1.5–2 مرة
- الفحص الدوري للبول والأملاح لدى الأشخاص ذوي التاريخ العائلي للحصيات
الحقائق والخرافات الشائعة
❌ خرافة: تناول الحليب يسبّب الحصيات الكلوية
✅ الحقيقة: الكالسيوم الغذائي الطبيعي يقي من الحصيات بنسبة تصل إلى 20%، بينما المكملات العشوائية قد تزيد الخطر
❌ خرافة: تفتيت الحصاة بالليزر يضر الكلية
✅ الحقيقة: نسبة النجاح تتجاوز 95% وهو إجراء آمن جداً عند إجرائه بأيدٍ خبيرة
❌ خرافة: شرب الشعير يذيب الحصاة
✅ الحقيقة: الشعير يدرّ البول لكنه لا يذيب الحصاة فعلياً، ويمكن استخدامه فقط كمساعد
❌ خرافة: شرب الزيت مع عصير الليمون يذيب الحصيات البولية
✅ الحقيقة: الليمون قد يساعد وقائياً بفضل السيترات، أما الزيت فلا تأثير له على الجهاز البولي
ختاماً:
الحصيات البولية مرض شائع وقابل للعلاج والوقاية، ويمكن تقليل خطر الإصابة والنكس بشكل كبير من خلال شرب كميات كافية من الماء، تعديل الحمية الغذائية، والمتابعة الطبية المنتظمة. الفهم الصحيح للمرض والابتعاد عن المعتقدات الشعبية غير المثبتة يظل الخطوة الأهم للحفاظ على صحة الكليتين والجهاز البولي بشكل عام.
الدكتور عباس نظام
اختصاصي في الجراحة البولية والتناسلية
