تجارب المرضى

فريق طبي سوري ينجح في فصل توأم سيامي

فريق طبي سوري ينجح في فصل توأم سيامي

في عوالم الطب تتألق قصص النجاح كأضواء تنير دروب الأمل والتحدي لمرضى قد يصابون باليأس في بعض لحظات الألم الشديدة، وفي سورية حيث يتحدى الكادر الطبي الصعاب ليصنع النجاح وربما المعجزات، دائما ما يكون لهذا الكادر نصيب من القصص التي تعكس مهارات استثنائية وتعاون شديد المسؤولية لعلاج حالات قد يقول الطب عنها أحياناً أنها شبه مستحيلة.

فريق طبي سوري نجح في فصل توأم سيامي ملتصق في منطقة الصدر والبطن في عملية مميزة استمرت لساعات طويلة، ليكتب للطفلين حياة جديدة.

الدكتور عدنان حسامي اختصاصي جراحة الأطفال، رئيس المجلس العلمي لجراحة الأطفال في البورد السوري وأحد كوادر فريق أطباء مركز دمر الطبي وبعد إشرافه على عملية فصل التوأمين أكد أن التصاق التوأمين قد يكون في الرأس أو الجذع أو العمود الفقري أو أجزاء من الحوض، وفي الحالات الأكثر شيوعاً يكون الالتصاق بأعضاء غير حيوية، لتكون حينها عملية فصل التوأم أسهل نسبياً.

وبين الدكتور حسامي أن حالة ولادة توأم ملتصق نادرة جداً ونسبة حدوثها وفق بعض الإحصاءات واحد من بين كل 300 ألف ولادة، وفي كثير من الأحيان تحدث حالة الوفاة بعد ولادة التوأم مباشرة، لافتاً إلى أن عملية الفصل تحتاج فريقاً كبيراً وخبرة مميزة وعناية دقيقة، حتى قد يضطر الأطباء أحياناً للتضحية بأحد التوأمين على حساب إنقاذ حياة الآخر.

وأوضح الدكتور حسامي أنه عادة ما يجري التحضير لعملية فصل التوأم لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر حيث يتم دراسة حالة الطفلين بشكل دقيق وواسع، ونادراً ما يتم اللجوء إلى العملية الجراحية خلال الأيام الأولى من الولادة إلا إذا كان هناك ما يهدد حياة أحد التوأمين أو كليهما.

وفي تفاصيل العملية يشرح الدكتور حسامي: كان التوأم ملتحماً في الحجاب الحاجز وعظم القص وجزء عريض يصل بين كبديهما، وبعد أن بدأت صحة أحد التوأمين بالتدهور قرر الفريق الطبي المشرف على حالة التوأم القيام بالعملية بعد إجراء الفحوصات والصور الشعاعية اللازمة، حيث تم فصل التوأم عند الكبد وعظمة القص والحجاب الحاجز وإجراء عملية تسكير البطن بشكل مريح، وذلك بوجود أطباء متخصصين في التخدير وأمراض الكبد.

وبين الدكتور حسامي أن حالة التوأم الآن مستقرة وعمليات التنفس والتبول والإخراج لديهما طبيعية، وهما مرشحان للخروج من المشفى بعد الاطمئنان على صحتهما، مشدداً على ضرورة أن يخضعا في المراحل الأولى لمراقبة طبيب أطفال مختص، إضافة إلى إجراء التحاليل المخبرية بشكل دوري ومراعاة التغذية السليمة والدقيقة وإبعادهما قدر الإمكان عن احتمال الإصابة بعدوى مرضية من المحيطين بهما، ريثما يتم الاطمئنان بشكل كامل على صحتهما.

فريق مركز دمر الطبي يتمنى للدكتور عدنان حسامي المزيد من النجاحات والإنجازات، ويفخر دائماً بكل طبيب سوري يرسم قصص النجاح ببصمة إنسانية مليئة بالعواطف والتحديات.